KAYED مدير
الجنس :
عدد المشاركات : 377
الانتساب : 19/04/2010
| موضوع: الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوداع الثلاثاء فبراير 15, 2011 2:25 am | |
| ألقى الضباب وشاحه الفضي على ملامح شارعنا المتطرف والمترامي على رصيف الجبل الأشقر وثمة زهور ربيعية ناعمة مرتعشة تضحك في قلبه الصغير تختفي تحت جنح أروقة أغصانها وتلمع عيونها برشة من حبور الغسق و تغض من عطرها تبثه وريقاتها ذات الثغر اللؤلؤي ومن حضن الضباب فر سرب من حمام ابيض الجناح يحمل في طيات ريشه ثلة من ضوء الشمس الناعس الهزيل راح يعيث فسادا في ابجدية الضباب تبعثر سرب الحمام فلقد ضل الطريق نحو اعشاشه التي شوهتها صبيا ن الضباب الطائشة,,,عيون العتمة وشرانق الغربة وأوتارالوحدة ودفاتر العزله التي تبرزلي اللعوب من خلال اوحال الضباب تتهادى في زوايا غرفتي وقبل أن يرتد طرفي إلي دلف المطر يستريح على أديم قلبي يمزق ستائر الضباب المهترئة ارتعشت اوصاله وشد ذيله وأخذ يبتعد متعثراً في خطاه المتثاقلة ... وألقت الشمس شالها المغزول من حبات الندى المحشوة بنور الألق الزاهي في عباب غرفتي على سريري وستائري السميكة التي تحجب عني العالم الخارجي في اغلب ساعات النهار والليل له عندي استراحة واسعة مدها قلب الليل البهيم وجزرها ليل ستائري السميك.......وعلى الكرسي الذي اصبح جزء مني يصدر ذلك الصوت الرتيب كمواء هرة عجوز جائعة الصوت الذي يمزق الصمت الرهيب الذي يخاف من ظله فيظل يعانق الوسائد والجدران الباردة الأطراف والأضواء الخافتة التي تلمع بعيون صفراء فاغرة االفم والقلب,,,وأنا هنا حبيسة الداء والدواء ,,,,جاس المرض يحصد السنابل والثمار تلك التي مازالت فتية غضة وتربع هناك يغني أغنية الغروب الأخير........وضخ أيامي بالضجر والنزق والصياح والصراخ والملل والرفض والعويل والنحيب حطمت زجاج نوافذي مزقت ستائر غرفتي قذفت في وجه الطبيب والممرضة كل ماوقع تحت يدي بكيت وكل انمله مني بكت معي شعري الأشقر صار تبره تراباً زرقة عيوني آلت إلى عتمة مغارة وحشية في داخلي شبت الحرائق أعمتني أضلتني رمتني في حمأة اليأس والقنوط في وطيس الضياع والتيه جففت أنهار احلامي أردت بصروح آمالي حطمت سفني هذا هو مينائي الأخير هذه هي محطتي الأخير ةبعد شهور سوف أغدو الى العدم هناك حيث لحدي قبري نعشي يبصرونني يود أحدهم أن يسرع بخطاه ويأخذني مع حطامي حيث الدود والعفن لم يعد لي فسحة ولدي صغيري الذي لم ارتوي بعد من فراته العذب أنا لن انهل منه أبد والطفلة ذات الثغر الذي يشبه زنبقة لن أراها تتمايس في خمائل الربيع لن ارها أبدا وزوجي سوف يشق طريقاً يبساً في بحر الأحزان المتلاطم ومن وراءه بنية صغيرة.تمسك بطرف معطفه بشعرها المشعت التي تعلوه خصلات تائهة مبعثرة والطفل المتعثر بخطاه يستحثيها أن تلحق بالركب الحزين أن الحياه ستضمهم في بوتقتها..سوف ابقى لهم ذكريا ت مضت ذكريات قدأسدل الستار .عليها. كل شئ سيظل يعانق مكانه ,,, الفرح الحزن الدمع الإبتسام بيتي معطفي غرفتي ملابسي خزانتي مفتاح بيتي كأس الشاي فنجان قهوتي و مكاني هناك على الشرفة حيث أجلس أحاكي هالة القمر وعندليب الغروب وأناجي فراشات الغسق وشعاع النجم وشمس الأصيل التي تغازل أحواض زهوري وخمائل ياسميني وأصيص البنفسج والنرجس والزنبق أبكي أنتحب أتمزق ................................تتحرك المرأة في داخلي ..تشعل لفافات الغيرة تعمي بصري وبصيرتي سوف تأتي أخرى ولدي يرتمي في أحضانها وهي التي ترتوي من فرات ولدي وهي التي ستقف على شاطئ ربيع بنيتي وأنا حبيسة هناك في خندق الظلمة والعتمة زهوري جافة وأوراقي يابسة.... لم يبقى لي سعة من العمر كي ألملم ماتبعثر في ثلاثين سنة من العمر عشتها ذكرياتي صديقاتي أمسي غدي أنا ليس لي ذياك الغد لن يتوقف قطار الصباح بصوته الأجش المبحوح إنه لن يتطاول كي يصل نافذتي لن تنتقل بي السفن عبر موانئ الحياة .الأمل سيكف عن طروق بابي ولن تقترب مني اليمامات لتلتقط من كفي الحبيبات لن أسمع رفرفة أجنحتها ولن أرى عنقها الأسمر وهو يلتوي دلالاً سأكون هناك مع القوارض والديدان... وعلى شفا قبري هناك طفلي الأشقر ذات الضحكة العندليبية سوف يبكي غاضبا عندما يحشر التراب نفسه في ثنايا حذائه و صغيريتي..التي يسكن الدمع بين اهدابها حائرا ذاهلا سوف تغطي بأصابيعها الغضة البحر الذي يسكن في عينيها.. سأكتب على زواية العمر ... ذكريهم بي ياأيام .....دخل الطبيب في جولته اليومية وأطلق سراحي من السرير وفك أسري من قيود القوارير الزجاجية ......وقال وهو يقضم أواخرهشيم صوته ..تستطعين أن تخرجي الى الشرفة ..حملت جراحي فوق كفوف قلبي تقوقعت شددت أزري بأسمال من جسمي ونفسي ورحت أجرهما مع هيكل عظمي كاد أن يكون خيالا ومعا ارتمينا على ذلك الكرسي الخشبي الهزاز ..الشمس للملت شذورها وهرولت نحو خندقها وراء الأفق ... وتبعثرت ظلال المساء في قلب الضياء والجبل وعلى أعناق الشبابيك المترامية علىأكباد الأرصفة المتراصة بود وألفة ..... ورش القمر لجينه السحري الهادئ في عيون الظلال السمراء فتبسمت إشراقا ً وألقاً ... ومن وراء الستائر الحريرية المزركشة تدحرجت كلمات متزاحمة ..يغلفها الأسى والحزن وقال الطبيب أن الموت بدأ يرسي بقورابه وينشر اشرعته .......آهات اندلعت مثل ألسنة نارية أهازيج النحيب استراحت متهالكةعلى أسوار القلوب الموت والمأتم الطفل والطفلة المفجوع والمكلوم الصاحب والصديق الجار والقريب والداء والدواء والجسد الذي تخطا ه الزمان فحط الرحال في النعش وصار على الأكتاف وسارت القافلة تحث الخطا نحو المنازل التي لايرد ضيفها القبرو الجسد والتراب والدمع والحزن والوداع الأخير الأبدي .
| |
|