منتديات ملتقى الاحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ملتقى الاحبة


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 كيف تعيشون ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
KAYED
مدير
مدير
KAYED


كيف تعيشون ؟  16051522
الجنس : ذكر

عدد المشاركات : 377

الانتساب : 19/04/2010


كيف تعيشون ؟  Empty
مُساهمةموضوع: كيف تعيشون ؟    كيف تعيشون ؟  Emptyالثلاثاء فبراير 15, 2011 2:20 am


أخذت بالسير بين الأزقة ادخل واخرج من أماكن سادها هدوء أشعرني بخوف، ولأني أزورها
لأول مرة بدت لي طرقها شبيهة بلعبة المتاهات.
وأثناء سيري هناك رأيت شابا من بعيد يجر عربة، وينظر إلي بعيني الاستغراب، وعندما
اقترب سألني عن وجهتي، فأخبرته بذهابي إلى بيت السيدة أم صبري في حارة القريون في
البلدة القديمة لنابلس، فأكد لي أني الآن في حارة الياسمينة، وأشار إلى الطريق
المؤدي للقريون،بالرغم من تحذيره الملح علي بعدم الذهاب إلى هناك بسبب التمركز
اليومي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مباني تلك المنطقة، لكن تحذيره هذا ما زادني إلا
إصرارا لدخول الحارة، واستكشافها ومبانيها التي رسمت على جدرانها ابتسامة شهداء
قدموا دمائهم دفاعا عن الوطن وحارتهم الحبيبة.
صعدت درجات وهبطت أخرى باحثة عن بيت السيدة أم صبري، ولكن لا جدوى من البحث والسؤال
لعدم الثقة التي أظهرها الكثيرين من أهالي الحارة عند سؤالي عن بيت السيدة، وبعد
رحلة العناء في البحث عن البيت جاءت سيدة أظهرت لي طيبة لم أرها في وجه من سبقها،
فبدت وكأنها المنقذ الذي سيرشدني بعدما يئست بالفعل من العثور على هذا المنزل،
أرشدتني إلى بيت السيدة أم صبري بعد عناء طويل.
وصلت البيت المراد صعدت درجات البيت بصمت وترقب. طرقت الباب بعد تردد، وفتحت أم صبري
كانت شاحبة الوجه بدا عليها آثار التعب والإجهاد، أدخلتني إلى غرفة يفترض بأنها
للضيوف، كانت قديمة جدا ومن جدرانها العثة والمنمقة بالبقع السوداء والملونة تنبعث
رائحة الرطوبة النتنة التي وما مكثت الجلوس حتى أصبت بصداع في رأسي مذ شممتها،
وتساءلت كيف لأهل هذا البيت الذي يقطنه تسعة إفراد العيش فيه.
والحمد الله ألف مرة على ما نحن به من نعمة، فكل ما في البيت ينضح بالخراب ويصرخ من
شدة سوء الحال، الأثاث الرث والفرش الممزق، والجدران التي تسكب الألم من شقوقها
الممزقة والحمام الذي اتخذ من المطبخ مكانا له وضعه وضع الثلاجة هناك والبعوض الذي
يسرح في الأجواء حال ما أسوء منه حال.
البيت الذي يضم أربعة غرف بين كل اثنتين أربعين درجة، فالغرفتين المعلقتين في الأعلى
لايمكن الاستفادة منهما لشدة الرطوبة وخاصة في فصل الشتاء الذي يسنح لمائه فرصة
الطواف فيهما، وفي الصيف لا يعرف البيت خيوط شمس دافئة.
تسعة أفراد ينامون جميعا في غرفة واحدة الأب والأم والأبناء يجتمعون على فراش واحد
ويزدحمون معا على بقعة الطعام واللباس فماذا سيحفظ هؤلاء من ماضيهم إلا ذكرى أليمة
عصية على النسيان؟
من يستمع لشكوى هؤلاء ؟من ينقذ أمثالهم من لحمة الألم والفقر والحاجة؟ فتلك الشابة
تأخذ الدواء بسبب مرضها(الربو) البخاخ بيدها كنت أود في أن آخذه منها ففي ذاك الوقت
شعرت بالحاجة إليه، لحظات جعلتني هكذا، فماذا تقول هذه الفتاة التي عاشت 17 عاما من
عمرها هاهنا؟
في البيت هم خمسة مصابين بالربو وهي إحداهم، يتألق السواد تحت أعينهم، وترهقهم لحظات
التعب والمرض، لترسم على ملامح وجههم شيخوخة الصبا إن صح تعبيري.
أخرج من ذلك المكان، وأنا أرتد قليلا إلى ذاكرتي، ويطن سؤالي لتلك الفتاة ليضرب
أحاسيسي، كيف تعيشون؟ لتجيبني مع ابتسامة شاحبة من قلة الموت.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltaka-ala7eba2010.1talk.net/
 
كيف تعيشون ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف تعيشون ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملتقى الاحبة :: القســم الادبي :: القصــص القصـيرة والروايــات-
انتقل الى:  
اخي الزائر...تستطيع ابداء آرائك وتعليقاتك عن المنتدى هنا
سجل الزوار
 
 

ضـوابـط المشـاركة                                             
لا يمكنك اضافة موضوع جديد
لا يمكنك اضافة مشاركات
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
HTML : غير متوفر
CSS   : غير متوفر
BBC   : متوفر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المواضيع الأكثر شعبية
صور حب واحزان
غسالة الاحبة..............
يارب نصلي في الاقصى::طيـور الجنة::~l محمد بشـار وديمـا بشــارl~
شرح طريقة اعداد الصوت وطريقة استعمال المايك وتفعيل خاصية الستريو مكس
انواع تلفونات
البوم هلت الافراح::/فرقة مودة الفنية\::شبكة بسملة الانشادية
مواضيع جذابه
أقــــــــــدار::للمنشــد مــوسـى مصطفـى::مؤثرة جـداً
سيارة تسير بوقود المجاري الصحية
قصة مثل: رجع بخفي حنين